إرهابيون بحكم محكمة.. تعرف إلى قيادات «ميدان».. الواجهة الجديدة لعنف الإخوان في إسطنبول بعد سقوط حسم
لم يكن قرار محكمة جنايات القاهرة بإدراج حركة «ميدان» كجماعة إرهابية مفاجئًا، بقدر ما كان كشفًا رسميًا عن حقيقة ظلّت تتشكل في الظل خلال العام الأخير. فالحركة التي خرجت من قلب إسطنبول، وقدّمت نفسها كمنصة “ثورية”، لم تكن سوى الامتداد التنظيمي الجديد لهيكل العنف داخل جماعة الإخوان بعد انهيار ذراعها المسلحة «حسم». ومع تجمّع معظم قيادات الصف الثالث والرابع في تركيا، ظهرت «ميدان» كواجهة أكثر مرونة، وأعمق خطرًا، تستثمر في الفراغ التنظيمي وتعيد تدوير العناصر الهاربة والمحكومة بأحكام مشددة داخل مصر.
تشكّلت «ميدان» منذ بضعة أشهر على يد مجموعة من القيادات الإخوانية الهاربة، في مقدمتهم الإرهابي يحيى موسى، المتحدث السابق باسم وزارة الصحة في عهد الجماعة، والمحكوم عليه بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام الراحل هشام بركات. موسى، الذي يشكّل “العقل التنفيذي” للحركة، عمل منذ سنوات على إعادة بناء شبكات الاتصال مع الخلايا العنقودية داخل مصر، مستغلًا مواقع التواصل والتنظيمات المغلقة.
إلى جانب موسى، يبرز اسم محمد إلهامي، أحد أبرز منظّري الحركة، وصاحب التوجهات التكفيرية الحادة المستمدة من فكر سيد قطب.
كان إلهامي قد أثار جدلًا واسعًا حين اعتبر أن «احتلال إسرائيل لسيناء أهم لديه من انتصار غزة»، في تعبير صريح عن جوهر فكر الحركة الجديد، الذي يقدّم خطابًا راديكاليًا يرى الصدام مع الدولة المصرية أولوية أولى.
وتضم «ميدان» أيضًا رضا فهمي، رئيس المكتب السياسي للحركة، والقيادي الهارب في تركيا، إضافة إلى أحمد مولانا، الذي يضطلع بدور بارز في صياغة البيانات والتوجيهات الإعلامية، ويعد أحد مهندسي الخطاب التحريضي الموجه للعناصر التابعة للجماعة في الخارج.
قرار محكمة الجنايات بمد إدراج الحركة على قوائم الإرهاب لخمس سنوات جديدة، جاء استنادًا إلى القانون رقم 8 لسنة 2015، الذي يحدد مجموعة من الآثار القانونية تشمل تجميد الأموال، والمنع من السفر، ووقف النشاط، وحرمان الأعضاء من تولي المناصب العامة. وهو قرار يعكس إدراك الدولة لطبيعة الخطر المتنامي الذي تمثله «ميدان»، خاصة مع محاولاتها إعادة تفعيل شبكات «حسم» داخل البلاد.
وبينما تحاول الحركة الظهور بوجه إعلامي “مُصلح” في الخارج، تكشف الوثائق والتحقيقات عن ارتباطاتها المباشرة بعمليات تحريض وتمويل وتجنيد تستهدف زعزعة الأمن الداخلي. ومع إدراجها رسميًا كجماعة إرهابية، باتت «ميدان» تمثّل حلقة جديدة في سلسلة التنظيمات التي تنتجها جماعة الإخوان كلما ضاقت الخيارات أو انكشفت الفضائح.



